معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية تدخل مرحلة «الإهانات الشخصية»

دخلت معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية مرحلة جديدة من «الانحطاط والوقاحة» علي حد وصف المسؤولين عن الحملات الانتخابية للمعسكرين الجمهوري والديمقراطي، حيث تجاوز المتنافسون حدود اللياقة ولجأوا إلي توجيه «الإهانات الشخصية»، وذلك مع دخول الحملة الانتخابية شهرها الأخير قبل الانتخابات المقررة في ٤ نوفمبر.

وفتح المعسكر الجمهوري، بقيادة مرشحه جون ماكين، نيران الهجوم علي المرشح الديمقراطي باراك أوباما، واتهموه بأنه «كاذب» و«صديق للإرهابيين»، بينما رد الفريق الديمقراطي باتهام ماكين بـ «الغش والخداع» واعتبر الديمقراطيون أن اتهامات الجمهوريين «مهينة» وتأتي في سياق «سياسة منحطة» تهدف إلي شغل الناخبين عن الصعوبات الاقتصادية من خلال الهجمات الشخصية علي أوباما.

واتهمت المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس ساره بالين، خلال لقاء لجمع أموال للحملة الانتخابية في ولاية كولورادو، أوباما بأنه «صديق إرهابيين».

وقالت حاكمة ألاسكا نقلا عن مقال صحفي إن «أحد أهم الداعمين السابقين لباراك هو شخص، كما قالت نيويورك تايمز التي نادرا ما تخطيء، إرهابي أمريكي كان من ضمن مجموعة شنت حملة اعتداءات ضد مقر وزارة الدفاع ومقر الكونجرس».

وكانت بالين تشير إلي مقال صدر في صحيفة «نيويورك تايمز» عن علاقة «غير وثيقة» بين أوباما وويليام آيرز، أستاذ التربية بجامعة إلينوي في شيكاجو، والذي كان أحد مؤسسي جماعة «ويذر أندرجراوند» في الستينيات، والتي ادعت مسؤوليتها عن التفجيرات التي حدثت في مبني البنتاجون والكونجرس والتي نفذتها احتجاجاً علي حرب فيتنام.

واضافت بالين أن «منافسنا هو مع ذلك شخص يري أن أمريكا غير كاملة علي ما يبدو إلي درجة تدفعه إلي مصادقة إرهابيين يستهدفون بلدهم». وتابعت «هذا الرجل لا يري أمريكا كما نراها»، مؤكدة أن «أمريكا هي قوة كبيرة للخير في هذا العالم».

وفي الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي إلي تراجع ماكين وراء أوباما في ولايات كثيرة رئيسية، قالت بالين «يأتي وقت يكون فيه من الضروري الهجوم بلا هوادة، وقد حان هذا الوقت الآن». وأضافت أن المتبرعين الذين اصطفوا لتحيتها، حثوها علي تشديد الخطاب ضد أوباما وأن أحد مساعديها قال لها «إنه حان وقت خلع القفازات والنيل منه».

بينما اعتبر القائمون علي حملة أوباما تصريحات بالين بمثابة «إهانة» إلا أنهم لم يندهشوا حيث «إن هذا شيء متوقع» في ظل تقدم مرشحهم.

وقال هاري سيفوجان، المتحدث باسم حملة أوباما «فريق مكين ـ بالين أخذ خطوة أخري يائسة إلي الأمام في حملتهما المخزية معلنين شن مزيد من الهجمات الشخصية علي السيناتور أوباما». وأضاف «بدلا من تقديم حلول للأمريكيين يعرضون مزيداً من السياسات المنحطة والهجمات الكاذبة».

وفي الوقت نفسه، اتهم ماكين خصمه الديمقراطي أوباما بـ «الكذب» فيما يتعلق بوعود قطعها لإصلاح نظام الرعاية الصحية. وجاء اتهام ماكين بعد أن اعتبر المرشح الديمقراطي أمام نحو ١٨ ألفاً من أنصاره في فيرجينيا أن المرشح الجمهوري «سيمنحهم إعفاءات ضريبية بيد وسيرفع عليهم الضرائب باليد الأخري».

وقال أوباما «عندما نقرأ تفاصيل خطة ماكين لإصلاح التأمين الصحي يبدو واضحا أنه يستخدم أسلوباً قديماً في واشنطن لاستمالة الناخبين بالغش.. إنها لعبة خداع».

ورد القائمون علي حملة ماكين بأن أوباما «يكذب علي الناخبين وكذبه يتسم بالوقاحة». وقال تاكر باوندس المتحدث باسم ماكين في بيان: «باراك أوباما يكذب علي الناخبين.. أنه كذب صريح».

: